حدث في مثل هذا اليوم/ 3 نوفمبر 1956
قبل 65 عاما، أي في 1956 ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة بشعة في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، راح ضحيتها العشرات من الشهداء، والجرحى من أبناء المحافظة، إضافة إلى أشقاء مصريين ارتقوا فيها أيضا.
وهذه المجزرة قامت بها قوات الاحتلال الصهيونية أثناء اجتياحاتها لقطاع غزة خلال العدوان الثلاثي سنة 1956، والتي ارتقى خلالها مئات الشهداء ومئات الجرحى من المدنيين العزل من أبناء خان يونس، والجيش المصري.
وقد استمرت هذه المجزرة عدة أيام ارتقى خلالها العديد من الشهداء والجرحى، وقد بلغ عدد هؤلاء الشهداء ضعف عدد شهداء مجزرة دير ياسين، وعشرة أضعاف مجزرة كفر قاسم، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن هذه المجزرة لم تجد الاهتمام الذي تستحقه من المحققين، والباحثين، ولم تلق التغطية الإعلامية المناسبة.
بدأت المجزرة صباح الثالث من نوفمبر 1956 بمكبرات الصوت من على مركبات الاحتلال العسكرية، وطائراتهم الحربية تنادي بخروج جميع الشبان والرجال من سن 16 عاما وحتى الخمسين، حيث اقتادتهم إلى الجدران، ثم أطلقت عليهم النيران دفعة واحدة من أسلحة رشاشة سقط خلالها مئات القتلى في يوم واحد.
وقد تواصلت هذه المجزرة حتى الثاني عشر من
نوفمبر 1956، حيث واصلت قوات الاحتلال مجازرها بحق المدنيين من خان يونس، ومخيمها، وقراها، وقوات الجيش المصري الذي كان يدافع عن المدينة موقعة المئات، بل الآلاف من الشهداء والجرحى.
وعلى الرغم من بشاعة المجزرة ودمويتها؛ فإنه لم يتم تقديم مرتكبي هذه المجزرة إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم، ومعاقبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق أبناء شعبنا، لذلك فقد واصلت قوات الاحتلال بعدها بارتكاب العديد من المجازر الدموية بحق أبناء شعبنا في الوطن والشتات بشكل يدل على الحقد الدفين لشعبنا، ومحاولة يائسة لترحيل أبناء شعبنا عن باقي تراب وطنه السليب بعدما لم تجد رادعا يردعها، ولا محكمة تحاسبها، ولا مجتمع دولي يستنكر جرائمها.
وعلى الرغم من هذه المجزرة الرهيبة؛ إلا أن شعبنا ازداد تمسكا بأرضه، وبحقوقه المشروعة في وطنه، وما زال الفلسطينيون، وبعد مضي ما يزيد عن أربعة وخمسين عاما على المجزرة يذكرون ويحيون ذكرى المجزرة لتكون نبراسا للأجيال القادمة، لأننا شعب لا ينسى شهداءه، فإذا مات الكبار؛ فإن الصغار يواصلون المسير، ويحيون ذكرى شهدائهم، وليس كما قالت رئيسة وزراء العدو السابقة/ جولدا مائير عندما سئلت عن قضية فلسطين، فقالت: “يموت الكبار وينسى الصغار، ولن تعدو ثمة مشكلة”.
إن التضحية، والفداء، والعطاء، والشهداء، والمعاناة، والرباط كلها وغيرها مقرونة بنا في ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا الذي نسأل الله أن يكون أفضل، فقدرنا أن نكون في الخطوط الأمامية، فمدينتا خان يونس هي مدينة العلماء، والشهداء، ومن المدن التي ارتقى على أرضها في 1956 أكثر من 500 شهيد في يوم واحد، 500 توقيع كلها كتبت بمداد أحمر على وثيقة كفاحك يا خان يونس.
لم تكن مجزرة خان يونس هي الوحيدة، بل كانت هي الأعنف والأقسى، فكانت في أكثر من موقع وأكثر من مجزرة، فلا يوجد بيت إلا وقد أصابه نصيب من الشهداء والجرحى، فهناك تضارب في عدد الشهداء، فبعض المؤرخين قالوا إن عدد شهداء مجزرة خان يونس فاق 530 شهيدا، وبعضهم الآخر أكد أن عدد الشهداء قارب 1000 شهيد من الرجال، والشباب، والنساء، ومن شدة الإجرام والقسوة أن أهالي الشهداء دفنوا جثت الشهداء بعد مرور أربعة أيام، حيث كانت الجثث في الشوارع.
فيما ذكر أن المجزرة راح ضحيتها أكثر من 500 مواطن غدرا، وكان مجموع القتلى من المدنيين، والعسكريين الفلسطينيين، والمصريين تبعا للروايات من 2000 فرد، وليس هناك تأكيد رسمي لذلك، ولكن الشهداء من المدينة الذين قتلوا خارج المعارك أقل من ذلك وربما تراوح ما بين 500 – 600 شهيد.
ومن بين شهداء مجزرة خان يونس ثلاثة من أبناء العائلة وهم:-
• الشهيد/ يوسف خالد مصطفى شراب.
• الشهيد/ توفيق طه مصطفى شراب.
• الشهيد/ عوض أحمد أحمد شراب.