كُلٌّ منَّا مُنشغلٌ بنفسه

بقلم / باسِلْ شُرَّاب

كُلٌّ منَّا مُنشغلٌ بنفسه
كلٌّ منَّا متعَبٌ بطريقتِه الخاصَّة، منشغلٌ بنفسِه بقدْر ما يضيِّق دائرة ذاتِه عن دائرةِ مَن حوله. المسألةُ ليست بالمزايَدات فيمن تعب أكثر، وليست بالسِّباق الطَّويل نحو جوائزَ تُعطى لمن عذَّبتهم الدُّنيا، إنَّما في فقهِ نصيبِ الحزنِ الملقى عليك. ربَّما لو أخذتَ نصيبَ غيرِك لانتكستَ لنقصٍ في إيمانِك، أو لصرتَ من العاجزين في بيتِك، منغلقًا على نفسك، غير قادرٍ على مواجهةِ الأقدارِ من جديد.

نوائبُكَ نائبةٌ عنك، تحمل منها على كتفَيك ما يجدُك الله أهلًا لحملِه، ومجابهتِه، كذا التَّغلُّب بعد الصَّبر عليه.
أنا أحبُّ للمرء أن يكون له القدرةُ في التَّعبير عن وجعِه، إنَّه لمن الصَّعب أن يختبئ كلُّ هذا الجرح في قلبٍ صغير. أحبُّ للمرء أن يبكي، كي يغسلَ شوائبَ قلبِه، ويبردَ ماءَ عينِه ولا يصبح نارًا في جوفِه، تأكله ولا ندري لأمره، على أن لا تطولَ هذه الشَّكوى كثيرًا، إلَّا أمام الله، الذي تسجدُ له واعدًا جلالتَه بأنَّها آخر مرَّة، ويعلم الله بأنَّها ليست الأخيرة، لكن يجبرُك.
كلُّ الَّذين ساروا في جبرِ الخواطر، يحملون في قلبِهم خيبةً ما. أعلم بأنَّ سوادَ اللَّيل تحت جفنِك، بدلًا من فسحةِ السَّماء، وأنَّ المطرَ من مقلتَيك لا من نزهةِ الغيم، وأنَّ الغروب خلف الأفقِ لا يشبه غروبَ همِّك، لكنَّ الشُّروقَ آت، وإنَّما هي دنيا. على المرء أن يحبَّ الله في ضيقِه، كما أحبَّه وقت سعَتِه، وأن يستقبلَ الفجائعَ بالبشائر، دون أن ينسى نصيبَه من الأسى، لكن من غيرِ أن يُطيل أمر الشَّكوى، من غيرِ أن يطيلَ هذا الأمر.. وذلك أضعف الإيمان.

كَتَبه/
#باسِلْ_شُرَّاب
30 رمضان 1441ه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق